زوجة تتبرع لزوجها بكليتها انظر ماذا كان الجزاء
تنظر إحدى المحاكم السعودية في قضية هي الأولى في غرابتها، حسبما يقول أحد القضاة الذين شاهدوا حيثيات الدعوى; فهي عبارة عن شكوى من سيدة ضد زوجها ووالد أطفالها تطالبه من خلالها بالطلاق واسترداد كليتها التي تبرعت بها له. وأصرت السيدة على مقاضاة زوجها واسترداد ما سبق أن دفعته بطيب خاطر له. وفي تفصيلات القضية أن تلك الزوجة الوفية كانت تعيش مع زوجها، الذي أصيب بفشل كلوي جعله من مرتادي المستشفيات بصفة دائمة، حيث كان يعاني ولمدة طويلة من هذا المرض ، في حين كانت زوجته ملازمة له تقوم برعايته والعناية به طوال فترة علاجه، وعندما قرر الأطباء ضرورة إجراء عملية لزراعة كلية بديلة بسرعة لإنقاذ حياته، تقدمت الزوجة بطلب إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتقديم كليتها لزوجها. وقد شاء القدر أن تأتي الفحوصات إيجابية لزراعة الكلية، وتم إجراء العملية التي تكللت بالنجاح. لتضرب بذلك مثالاً للتضحية، وكانت تأمل أن يكون المقابل من جنس العمل، وديناً يلازم عنقه، نظراً لأنها ضربت أسمى معاني التضحية لإنقاذ حياته، وتعريض نفسها للخطر، فما كان من الزوج بعد أن تماثل للشفاء إلا أن أصرّ على مكافأة زوجته الوفية بأن يتزوج عليها بامرأة أخرى، ما أثار حفيظتها وصممت على رفع قضية لدى المحكمة تطالبه فيها بالطلاق ورد كليتها التي تبرعت بها لإنقاذ حياته. وقضية من هذا النوع تعدّ الأولى التي ترد إلى المحاكم السعودية، ولغرابتها شكلاً ومضموناً، فإن المحاكم تنظر إليها بطريقة متأنية ومدروسة لمعرفة كيفية البحث فيها. وفي هذا الصدد تقول الدكتورة فاطمة كعكي اختصاصية الأمراض النفسية بمستشفى الملك فهد بجدة: من وجهة نظري كامرأة أقول: (والذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنا إليه راجعون) - صدق الله العظيم. فهذه التضحية من هذه الزوجة المخلصة كيف تقابل بالجحود والنكران، ويكون جزاؤها أبشع ما يمكن أن نتصوره. . ثم أود أن أسأل: ماذا لو كان الأمر عكس ما حدث وتبرع لها بكليته، ثم عندما شفيت طلبت منه الطلاق لتتزوج برجل غيره. . كيف سيكون حاله وموقفه؟ أما من الناحية الطبية النفسية فأقول، أولاً: إن لديه إحساساً بالنقص جعله يفعل ما فعل، فهو يحاول تغطيته وإثبات العكس . ثانياً: حتى يثبت لها أنه ليس بذلك الرجل العاجز أمامها وأمام الاَخرين. ثالثاً: إنه ليس الزوج المريض الذي كان يشكو دائماً ويتألم . . وأوصي تلك الزوجة بأن تحتسب ذلك عند الله عز وجل وتصبر، وسوف يكون جزاؤها في الدنيا قبل الاَخرة . . وربما يحكم لها القضاء بتعويض عن كليتها، وعن الضرر الذي لحق بها وأقصد هنا تعويضاً مادياً. ومن الناحية الشرعية والقانونية، يقول المحامي والمستشار القانوني عبدالله مرعي بن محفوظ: لايحق لها المطالبة، حيث إن التبرع هبة منها لزوجها اَنذاك، وورد في بعض الاَثار أن العائد في هبته كالعائد في فيئه. وقد بيّن أهل العلم أنه لا يجوز للواهب أن يعود بهبته إلا الوالد إذا وهب ابنه; لأن الولد وما ملكت يداه ملك لوالده. . وكذلك جاء في فتاوى هيئة كبار العلماء في المملكة أنه لا يجوز بيع الأعضاء الإنسانية بيعاً تجارياً، وطبعاً ما لا يجوز بيعه ليس له قيمة تسترد . . إلا أنهم سهلوا مسألة تبرع الأقارب بعضهم لبعض ، كالأخ لأخيه أو لأخته وبالعكس
موضوع: زوجة تتبرع لزوجها بكليتها انظر ماذا كان الجزاء 
الجمعة مارس 21, 2008 10:47 pm
