يا غافلا والجليل يحرســه ... من كل سوء يهدب في الظُلم
كيف تنـام العيون عن ملك ... تـاتيه منه فوائــد
عن يوسف بن الحسين قال : ( كنت مع ذي النون المصري) على شاطئ غدير
فنظرت الى عقرب اعظم ما يكون على شط الغدير واقفة ، وإذا بضفدع قد خرجت
من الغدير فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت الغدير! فقال ذي
النون ( ان لهذه العقرب شاناً ! فامض بنا نتبعها!
فجعلنا نتبع اثرها فإذا رجل نائم سكران! وإذا حية سامة قد جاءت اليه
فصعدت من ناحية سُرّته الى صدره وهي تطلب إذنه، فاستحكمت العقرب من
الحية السامة فضربتها فانقلبت الحية وهربت ! ورجعت الى الغدير فجاءت
الضفدع فركبتها فعبرت ! ، فحرك ذي النون الرجل النائم ففتح عينيه ،
فقال : يافتى انظر مما نجاك الله ! هذه العقرب ارسلها الله اليك ،
فقتلت هذه الحية التي
أرادتك بسوء!
ثم انشأ ذي النون يقول :
يا غافلا والجليل يحرســه ... من كل سوء يهدب في الظُلم
كيف تنـام العيون عن ملك ... تـاتيه منه فوائــد النعـم
فنهض الشاب وقال ( إلهي ومولاي : هذا فعلك بمن عصاك ! فكيف رفقك ورحمتك
بمن يطيعك )؟!
ثم ولى ذاهبا فقلت : الى اين؟ فقال : الى بيوت الله والى طاعة الله .